خلصت دراسة أمريكية حديثة إلى أن ممارسة الأطفال البدناء قليلي الحركة
للتمارين بشكل منتظم يحسن لديهم القدرة على التفكير والتخطيط لأن التمارين
البدنية ترتبط بزيادة النشاط داخل أجزاء معينة في المخ لها علاقة بعملية
التفكير المعقد والتحكم بالنفس.
وقام الباحثون باختيار171 طفلاً بشكل عشوائي من الاطفال الذين يعانون
الوزن الزائد في أعمار تتراوح بين 7 و11 عاما ثم قاموا بتقسيمهم إلى
مجموعتين حيث خضعت الأولى لتمارين مكثفة لفترات تتراوح بين 20 و40 دقيقة
بعد اليوم الدراسي والمجموعة الثانية لم تمارس أي نشاط بدني زائد.
وسجل الباحثون زيادة في معدلات نبض الأطفال بمقدار 79 في المائة وهو
ما يشير إلى نشاط زائد لان برنامج التمارين ركز على المتعة والأمان أكثر من
المنافسة والمهارات.
وأشار الباحثون بعد قياس مهارات الذكاء لدى الأطفال باختبارات مختلفة
وبإخضاع بعضهم لأشعة رنين مغناطيسي على المخ إلى أنه كلما زاد الأطفال من
نشاطهم البدني ارتفعت نتائج اختبارات الذكاء لديهم وسجلوا تحسناً في
المهارات الحسابية ولكن ليس في قدراتهم على القراءة.
وأوضحوا أن الأطفال الذين مارسوا الرياضة زاد لديهم النشاط في منطقة
بالمخ تعرف بمنطقة الوظائف التنفيذية والتي ترتبط بالتحكم بالنفس والتخطيط
والاستنتاج والتفكير المجرد وكذلك في لحاء الفص الجبهي من المخ الذي يرتبط
بعمليات التفكير المعقدة والسلوك الاجتماعي الصحيح.
وقالت كاثرين ديفيز أخصائية الصحة النفسية بمعهد جورجيا للمناعة أنه
بالرغم من الدراسة ركزت على الأطفال ذوي الوزن الزائد إلا أن نتائجها تنطبق
على الأطفال أصحاب الأوزان الطبيعية لأن التغيرات الإيجابية في القدرات
الذهنية للاطفال هي ناتج تفاعل عوامل بيولوجية وبيئية.
من جهتها قالت سامانثا هيلر خبيرة علم النفس والتغذية إن التمارين هامة
لصحة العقل ووظائف الجسم فعندما ننكر على الطفل فطرته الطبيعية وحاجته
للعب ونتركه يقضي ساعات طويلة أمام التلفاز والحاسوب يصبح شخصاً سباتياً
وبالتالي يكون من الأطفال الأكثر عرضة لزيادة الوزن وضعف الأداء الدراسي.