أعمال الشغب بدار سعد بعدن
أكد طبيب يمني أن 120 شخصا على الأقل أصيبوا في اشتباكات بين قوات الأمن اليمنية ومتظاهرين في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر. ويأتي ذلك بينما قالت مصادر محلية إن التوتر مستمر في بعض المحافظات الجنوبية من اليمن.
وقال طبيب في الحديدة جنوب غرب اليمن إن قوات الشرطة وموالين للحكومة هاجموا المحتجين وجرحوا نحو 120 شخصا، مشيرا إلى أنهم كانوا يستخدمون قنابل مسيلة للدموع وطلقات مطاطية ورصاص حية وخناجر.
وكشف المصدر الطبي أن المتظاهرين في مدينة الحديدة طالبوا بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح.
وتشهد بعض محافظات جنوب اليمن توترا أمنيا متواصلا على خلفية الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل نظام علي عبد الله صالح.
ففي عدن -كبرى محافظات جنوبى اليمن- أفاد شهود عيان للجزيرة نت بأن مسلحين بحي الشيخ عثمان الواقع على مداخل المدينة هاجموا فجر اليوم الأربعاء مدرعة تابعة للجيش كانت ترابط بجوار مبنى البريد ما أسفر عن سقوط جريح من الأمن.
وقال محمد على -أحد سكان الحي- إن مسلحين يرتدون زيا مدنيا قاموا عند حوالي الساعة الواحدة ليلا فجر اليوم بإطلاق عدد من الأعيرة النارية صوب أفراد ثم لاذوا بالفرار على متن سيارة كانوا يستقلونها.
وشهدت بلدة دار سعد في الأيام الماضية احتجاجات أسفرت عن سقوط ستة قتلى و19 جريحا، وقام المحتجون خلالها بإحراق ثلاث عربات لنقل الجند ومبنى للشرطة ونهب جميع الأسلحة والمحتويات التي كانت داخله.
وأدى تصاعد الأحداث في المدينة إلى تقديم 14 عضوا من أصل 18 في المجلس المحلي لمديرية دار سعد استقالات جماعية احتجاجا على قمع المحتجين، وطالبوا بمحاكمة مدير أمن عدن ومدير الأمن المركزي.
وفي حي المنصورة بعدن ذكرت مصادر محلية أن مجهولين يستقلون سيارة ألقوا بقنبلة صوتية على مبنى للشرطة أعقبه إطلاق نار من قبل أفراد الأمن.
ومن جهة أخرى، تواصلت الاعتصامات الشعبية في عدن خاصة في المنصورة وكريتر والمعلا والشيخ عثمان. وأعلن المعتصمون أنهم لن يقبلوا بما سموها الحلول الترقيعية، مؤكدين أن مطلبهم واضح، وهو إسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح.
وحذر رئيس حزب الإصلاح المعارض في عدن النائب عن الدائرة 20 إنصاف علي مايو في تصريح سابق للجزيرة نت من أن "السلطة تعد لسيناريوات دموية"، مشيرا إلى قيامها بتوزيع "أسلحة وأموال على بعض العناصر ودفعت بها لجعل مدينة عدن ساحة لتصفية حسابات وإعادة إنتاج صراعات الماضي".
وأكد للجزيرة نت وجود ما وصفها بمعلومات تفيد بتجنيد السلطات في عدن لأعداد من اللاجئين الصوماليين لتدريبهم وتسليحهم في معسكراتها، ومواصلة توظيف ورقة تنظيم القاعدة والإرهاب، لافتا إلى أن السلطات الرسمية في عدن أفرجت في الآونة الأخيرة عن بعض العناصر للمشاركة في الأحداث الجارية.
رعايا
وعلى صعيد أخر، أفادت مصادر محلية بمدينة عدن بأن السفارة البريطانية حثت رعاياها المقيمين بنفس المدينة على مغادرتها والعودة إلى بلادهم في أقرب فرصة ممكنة.
ونقلت صحيفة (الأمناء) الصادرة من عدن اليوم الأربعاء عن المصادر قولها "إن مسؤولا بارزا في السفارة البريطانية بصنعاء التقى أمس الأول في الكنيسة الأنجليكانية بحي التواهي بعدن برعايا بريطانيين وحثهم على المغادرة في أقرب وقت، معللا ذلك بسوء الأوضاع الأمنية في اليمن خاصة في عدن".
وتشهد معظم المحافظات اليمنية مظاهرات شبه يومية تطالب بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح بعد حكم دام أكثر من ثلاثة عقود.
وقد أعلن وزير الأوقاف اليمني حمود الهتار أمس الثلاثاء استقالته من منصبه الوزاري ومن منصبه في الحزب الحاكم احتجاجا على ما سماه قمع المتظاهرين والاستبداد.