لعبت المرأة دوراً مهماً في المجتمع
المصري , وكان لها مكانة خاصة ودور فعال حيث تساوت مع الرجل وتقلدت أمور
السياسة والحكم . فقد حكمت حتشبسوت مصر فى الفترة من 1479 قبل الميلاد حتى
1457 قبل الميلاد ، وكان لها دور تاريخي في تعضيد أركان الدولة في ميادين
الدين والتجارة والسياسة الداخلية والخارجية .. وعلى هذا النهج سارت
نفرتيتي وكليوباترا .
ومع قيام الدولة الحديثة في عهد محمد علي
برز دور المرأة واضحاً حيث أنشئت مدرسة الممرضات عام 1832 حيث كانت النواة
الأولي التي مهدت لخروج المرأة المصرية إلى العمل غير أن هذا الأمر لم يحدث
فجأة بل ساعد عليه وأسهم فيه تبني عدد من العلماء والمفكرين المصريين من
دعاة التنوير مثل رفاعة الطهطاوي وقاسم أمين قضية المرأة المصرية ومطالبتهم
بتعليم المرأة وبحقها في العمل .
وفي أوائل القرن العشرين أسست مجموعة من
النساء المصريات أول تنظيم غير حكومي للخدمات ( مسيرة محمد علي – الرابطة
الفكرية للنساء المصريات ) ليكون ايذاناً بمشاركة أوسع للمرأة المصرية في
العمل العام حيث أنشأت واشتركت في العديد من الجمعيات الخيرية والتطوعية
وكذا في الجمعيات الأدبية وقد برز دور المرأة المصرية في القضايا الوطنية
حيث كان خروج النساء المصريات في طليعة الجماهير المشاركة في ثورة 1919
واستشهاد احداهن دلالة واضحة علي انخراطها في الحركة الوطنية المصرية
وبالرغم من ذلك فقد صدر دستور 1923 دون أن يعطيها حقوقها السياسية مما أدى
إلى تصاعد الدعوة للمطالبة بحصول المرأة علي هذه الحقوق .
تم تأسيس أول حزب سياسي للمرأة تحت اسم
الحزب النسائي المصري عام 1942 وطالب الاتحاد النسائي المصري في عام 1947
بضرورة تعديل قانون الانتخاب باشراك النساء مع الرجال في حق التصويت وضرورة
أن يكون للمرأة جميع الحقوق السياسية وعضوية المجالس المحلية والنيابية
كما خرجت مظاهرات نسائية خلال المؤتمر النسائي الذي عقد في 19 فبراير عام
1951 تهتف بأن البرلمان للنساء والرجال .
بعد قيام ثورة يوليو 1952 نص دستور 1956
على منح المرأة حقوقها السياسية الكاملة حيث سادت قناعة بأن حرمان المرأة
من هذه الحقوق يتنافي مع قواعد الديمقراطية التي تجعل الحكم للشعب كله
وليست جزء منه فقط وبناء علي ذلك دخلت المرأة لأول مرة البرلمان إثر
انتخابات عام 1957 .
كان حصول المرأة على حقوقها السياسية بداية
لتمتعها بمزيد من الحقوق الأخري مثل الحق في تقلد الوظائف العامة والعليا ،
وفي الاعتراف بها كقوة انتاجية علي قدم المساواة مع الرجل وقد توج هذا
التطور بتعيين أول وزيرة للشئون الاجتماعية في مصر عام 1962.
استمر منذ ذلك التاريخ إسناد مناصب وزارية للمرأة في جميع الحكومات المصرية ، وترسخ تمثيلها في المؤسسات التشريعية والسياسية الأخرى.
التطور التاريخي لدور المرأة عبر العصور
المرأة في مصر الفرعونية :
تكمن الأهمية التاريخية للحضارة المصرية
القديمة فى منظومة القيم والرسالات الإنسانية التى شملت كل نواحى الحياة ،
وكونت بمرور ألفيات مصر السبع ، الجذور الحقيقة التى تستمد منها البشرية
تراثها الإنسانى فى إجماله ، ومن أهم هذه القيم الإنسانية الإعتراف بأهمية
دور المرأة بالمجتمع .
وتُرجمت هذه القيمة عملياً بصياغة مكانة
رفيعة المستوى للمرأة المصرية باعتبارها الشريك الوحيد للرجل فى حياته
الدينية والدنيوية طبقاً لنظرية الخلق ونشأة الكون الموجودة فى المبادئ
الدينية الفرعونية ، حيث المساواة القانونية الكاملة وارتباط الرجل بالمرأة
لأول مرة بالرباط المقدس من خلال عقود الزواج الأبدية .
تعدت المرأة هذه المكانة حتى وصلت لدرجة
التقديس فظهرت المعبودات من النساء إلى جانب الآلهة الذكور بل أن آلهة
الحكمة كانت فى صورة امرأة ، والآلهة إيزيس كانت رمزاً للوفاء والإخلاص .
كذلك استطاعت المرأة المصرية فى التاريخ
الفرعونى الدخول فى العديد من ميادين العمل المختلفة ووصل التقدير العملى
لها لدرجة رفعها إلى عرش البلاد فقد تولين المُلك فى عهود قديمة , ومنهن
(حتب) أم الملك خوفو، و( خنت) إبنة الفرعون منقرع ، و( اباح حتب) ملكة طيبة
، و( حتشبسوت) إبنة الفرعون آمون ، و(تى) زوجة إخناتون ، و( كليوباترا)
وقصتها الشهيرة مع مارك أنطونيو ، والتى حظيت بالإهتمام الأدبى على مستوى
العالم أجمع .
كما عملت المرأة بالقضاء مثل نبت ( Nepet )
وهى حماة الملك بيبى الأول من الأسرة السادسة ، وتكرر المنصب خلال عهد
الأسرة السادسة والعشرين وأيضاً العمل بمجال الطب مثل بثت (Psechet) والتى
حملت لقب كبيرة الطبيبات خلال عهد الأسرة الرابعة ، ووصلت الكاتبات منهن
لمناصب (مديرة – رئيسة قسم المخازن مراقب المخازن الملكية – سيدة الأعمال
– كاهنة ).
" كانت المرأة المصرية تحيى حياة سعيدة فى
بلد يبدو أن المساواة بين الجنسين فيه أمراً طبيعياً " .. عبارة معبرة
لعالمة المصريات الفرنسية "كريستيان دى روس نوبلكور"، تؤكد أن الإنسان
المصرى يعتبر أن المساواة أمراً فطر عليه ، وكذلك وضعت الحضارة الفرعونية
أول التشريعات والقوانين المنظمة لدور المرأة وأول تلك التشريعات وأهمها
تشريعات الزواج أو الرباط المقدس من حيث الحقوق والواجبات والقائمة على
الإحترام المتبادل بين الزوج والزوجة بإعتبارها هى (ربة بيت) والمتحكمة
الأولى فيه بالإضافة لحقها الكامل والمتساوى مع الرجل فيما يختص بحق
الميراث ، كذلك كان لها ثلث مال زوجها فى حالة قيامه بتطليقها بدون سبب ,
كما كان المصرى القديم دائم الحرص على أن تدفن زوجته معه فى مقبرة
باعتبارها شريكته فى الحياة الدنيا وبعد البعث أيضاً .
أما حق التعليم فقد كان من
حق المرأة المصرية إبتداء من سن الرابعة وكانت تتلقى العلم من خلال مدارس
ذات نظام صارم ، تركز على مبادئ الحساب والرياضيات والهندسة والعلوم
بالإضافة لتعليم أصول اللغة الهيروغليفية واللغة الهيراطيقية الدارجة
للإستعمال اليومى ، وفى النهاية تمنح الفتاة مثلها فى ذلك مثل الصبى لقب (
كتابة جائزة على المحبرة) مع السماح لهن بإمكانية التخصص العلمى فى أى من
فروع المعرفة .
ومن أقوال الحكيم المصرى عن أهمية رعاية المرأة :
" إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك ، أعتن بها .. ترعى بيتك"
" حافظ عليها ما دمت حياً فهى هبة الآلهه الذى استجاب لدعائك فأنعم بها عليك وتقديس النعمة إرضاء للآلهة "
" حس بآلامها قبل أن تتألم .. أنها أم
أولادك إذا اسعدتها اسعدتهم وفى رعايتها رعايتهم ، أنها امانة فى يدك وقلبك
، فأنت المسئول عنها أمام الآله الأعظم الذى اقسمت فى محرابه أن تكون لها
أخاً وأباً وشريكاً لحياتها " . هكذا كان يعتقد المصرى القديم .
المرأة فى التشريع الإسلامى :
دخل الدين الإسلامى لمصر مع الفتح العربى
عام 20هـ أى قبل 1400 عام ونظم بشريعته الغراء مكانة المرأة المسلمة
عموماً ، حيث رد الله للمرأة مكانتها من خلال الدين الجديد وحقق لها
ذاتيتها وشخصيتها المستقلة وأعطاها من الحقوق ما لم تحظ بها المرأة فى
العالم المعاصر إلا فى القرن العشرين .
حقوق المرأة فى الإسلام :
- خاطب الله سبحانه وتعالى المرأة فى كتابة
الكريم بمثل ما خاطب الرجل وساوى بينهما من حيث القيمة الإنسانية
والروحية بإعتبار أن الأنوثة والذكورة ليست فى نظر الإسلام فارقاً فى تقرير
الشخصية الإنسانية ، ونهى عن العديد من العادات والتقاليد المجحفة بالمرأة
.
- كما ساوى بينهما فى العقيدة حيث لا فرق فى أداء الأعمال الصالحة وكذلك العبادات ، الجزاء واحد عن العمل الصالح وغير الصالح .
- كذلك ساوى الإسلام بين المرأة والرجل فى
القوانين المدنية والجنائية فكل منهما محفوظ النفس والعرض والمال إلا
بالقانون ولا تسلب حرية أى منهما دون أن تثبت عليه جريمة ولديهما الحرية
الكاملة فى إبداء الرأى .
- وإعترف الإسلام بحق المرأة فى التعليم فنص على أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة سواء أن كانت علوم دينية ودنيوية .
- أجاز الدين الإسلامى للمــرأة العمل فى
القطاعات المختلفة مثل الزراعة والتجارة ..الخ، لتكون أداة فعالة فى
المجتمع وخاصة فى حالة وفاة الزوج أو عدم قدرته على إعالة أسرته، وخير دليل
على ذلك السيدة خديجة زوج الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم) والتى تزوجها
الرسول وهى تعمل بالتجارة ، كذلك طالب الرسول عند هجرته للمدينة المنورة
بالعمل للنساء والرجال على حد سواء مع المطالبة بالتخفيف عن المرأة
لطبيعتها الجسمانية ، كما تولت المرأة المسلمة وظيفة الإفتاء والتى تعتبر
من أخطر الوظائف التشريعية ، كذلك أفتى ( الإمام أبو حنيفة) بجواز ولاية
المرأة للقضاء .
- كما اشتركت المرأة فى المعارك العسكرية
منذ أيام الرسول والخلفاء الراشدين وقامت بالإسعافات للجرحى وتجهيز الطعام
للجنود والسقاية ، ووصل دورها للإشتراك الفعلى بالمعركة فى موقعة (
اليرموك) التى قادها القائد العربى خالد بن الوليد وفتحت منطقة الشام بعدها
.
- حدد الإسلام علاقة المرأة بالرجل وخاصة
فيما يتعلق بالزواج لما فيه من مودة ورحمة والأسرة هى عماد المجتمع فإن
صلحت صلح المجتمع ككل والعكس صحيح ولذلك أمر بالتعليم لكل من الرجل وأيضاً
المرأة لتقوم بدورها فى تربية النشء على خير ما يكون .
- أمر الرجل بحسن معاملة المرأة وعدم الجور عليها .
- المهر عند الزواج هدية من الزوج خالصة تماماً للزوجة .
- حق المرأة فى الاختيار فى مسألة الزواج ، حيث موافقة المرأة شرط اساسى من شروط شرعية الزواج .
- وضع الإسلام شريعة الطلاق كحل نهائى
للخلافات التى قد تنشأ بين الطرفين ويحق للمرأة طلب الطلاق ، وفى حال
إتمامه يتكفل الرجل للمرأة بالمعيشة مع أبنائها طوال مدة الحضانة .
المرأة المصرية في العصر الحديث :
ارتبطت النهضة النسائية في مسيرتها الطويلة
التي امتدت قرابة القرن ونصف القرن، بقضايا مجتمعية طرحتها ضرورات التقدم،
فعندما بدأ محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة، في تأسيس الدولة العصرية،
ارتبط ذلك بضرورة تحديث المجتمع لخدمة هذه الدولة، وضرورة تعليم المرأة،
فنشأت مدرسة المولدات سنة (1248هـ= 1832م) لتخريج القابلات، أو ما يعرف
الآن بإخصائيات أمراض النساء .
- وفي سنة (1289هـ=1872م) أصدر "رفاعة
الطهطاوي" كتابا مهما بعنوان "المرشد الأمين للبنات والبنين" طرح فيه بقوة
قضية تعليم الفتاة، وكان لهذه الدعوات وغيرها أثرها في المجتمع؛ فساندت
زوجة الخديوي إسماعيل إنشاء أول مدرسة حكومية لتعليم البنات في مصر سنة
(1290هـ= 1873م) وهى المدرسة "السيوفية" التي ضمت بعد 6 أشهر من افتتاحها
286 تلميذة.
- ساندت المرأة قضية التعليم للجميع في
سبيل النهوض بالمجتمع، فتبرعت الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل بأرض كانت
تملكها لإقامة مبنى للجامعة الأهلية (القاهرة الآن)، ووهبت مجوهراتها
الثمينة للإنفاق على تكاليف البناء، وأوقفت أراض زراعية شاسعة للانفاق على
مشروع الجامعة. وفي عام (1347هـ= 1928م) التحقت المرأة بالجامعة المصرية.
- استمرت مسيرة تعليم المرأة حتى وصل عدد المدارس الحكومية للبنات عام (1365هـ= 1945م) حوالي 232 مدرسة تضم حوالي 44319 طالبة.
- لعبت المرأة دورا في محاولة تحريك النهضة
النسائية من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية، فشاركت "هدى شعراوي" من
خلال مؤسسة الاتحاد النسائي بأول وفد عربي في المؤتمر النسائي الدولي بروما
سنة (1923م).
- استثمرت المرأة النهضة الصحفية في تلك
الفترة في تأسيس صحافة نسائية تتبنى القضايا النسوية وتدافع عن حقوق المرأة
ومكانتها ضد جمود التقاليد ، فأصدرت "هند نوفل" أول مجلة مصرية هي
"الفتاة" في ( 20 من نوفمبر 1892م) بالإسكندرية ، كما أصدرت "جميلة حافظ"
مجلة نسائية مهمة هي "الريحانة".
- وسعت المرأة لتأسيس أحزاب سياسية تدافع
عن قضاياها فنشأ حزب "اتحاد النساء المصريات" الذي أصدر جريدة عام (1925م)
بعنوان "المصرية" باللغة العربية والإنجليزية، وأسست فاطمة نعمت راشد سنة (
1942م) الحزب النسائي الوطني، والذي كان على رأس مطالبه قبول النساء في
كافة وظائف الدولة، كما شكلت درية شفيق حزب " بنت النيل" سنة (1949م) والذي
دعمته السفارة الإنجليزية، وتأسس الاتحاد النسائي العربي سنة (1924م).
ويلاحظ أن طرح قضية المرأة ونهضتها تزامن مع طرح قضيتين مهمتين:
الأولى: تتعلق بقضية تحديث المجتمع الذي بدأ في عصر محمد علي باشا للنهوض بالأمة المصرية واللحاق بالغرب المتقدم.
الثانية: تتعلق بقضية الاستعمار والكفاح الوطني من أجل استقلال والتحرر الوطني.
المرأة المصرية خلال ثورة 1919 :
تمثل ثورة 1919 حجر زواية فى تاريخ مصر الحديث حيث اشتعلت الثورة الشعبية فى كل فئات الشعب المصرى رجاله ونسائه .
فقد ظهرت المشاركة الإيجابية النسائية فى
صورة لم يعتدها المجتمع لفترة طويلة من السنوات وذلك بخروجها لأول مرة فى
المظاهرات الحاشدة والمنظمة إلى الشوارع فى التاسع من مارس 1919 ، وفى يوم
14 مارس سقطت أول شهيدتين خلال المظاهرات وهن السيدتين ( حميدة خليل) و
(شفيقة محمد) للدفاع ومؤازرة زعيم الثورة سعد زغلول ومعارضة لجنة ( ملنر) ،
بالإضافة للعديد من الاجتماعات أهمها الاجتماع التى عقد بمقر الكنيسة
المرقسية فى 12 / 12 / 1919 ، رداً على الإنجليز للوشاية والتفرقة بين
عنصرى الأمة المسلمين والأقباط وفى عام 1920 تم تشكيل لجنة الوفد المركزية
للسيدات نسبة لحزب الوفد بزعامة سعد زغلول وإنتخبت السيدة هدى شعرواى
رئيساً لها ، واستمر الكفاح الإجتماعى والسياسى مواكباً لأحداث مصر الكبيرة
وأهمها قيام حرب فلسطين عام 1948.
بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 ترسخ مفهوم
مشاركة المرأة في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،
فقد حصلت على حق الانتخاب والترشيح عام 1956، ودخلت البرلمان وتقلدت
الوزارة فكانت وزيرة للشئون الاجتماعية 1962 ، وشاركت في الحياة الحزبية و
النقابات العمالية والمهنية والمنظمات غير الحكومية ، وتقلدت الوظائف
العليا في كافة ميادين الحياة وتوج ذلك بتعيينها قاضية .
المرأة المصرية خلال الفترة من 1981 الى الآن:ـ
ولقد تميزت الفترة من 1981 وحتى الآن
بتغييرات جوهرية وملموسة بهدف النهوض بالمرأة وتمكينها ، وإدراكاً من
الدولة لمكانة المرأة تم العمل علي تدعيم هذه المكانة علي كافة المستويات
وبتضافر جهود جميع الهيئات والوزارات وإنشاء كيان مؤسسي خاص ومتميز هو
المجلس القومي للمرأة وتعيين أول قاضية مصرية وطرح آليات للإصلاح والتطوير
من خلال المؤتمرات الخمسة للمجلس القومي للمرأة والعمل علي إنشاء منظمة
المرأة العربية وحركة سوزان مبارك الدولية للسلام .